من هنا نبدأ .. لأننا بشر  وعي الذات وفن احتواء الآخر

لا يولد الإنسان كاملًا، ولا يُطلب منه أن يكون كذلك. كلّنا نعيش بنقصٍ ما،

من هنا نبدأ .. لأننا بشر  وعي الذات وفن احتواء الآخر
من هنا نبدأ .. لأننا بشر  وعي الذات وفن احتواء الآخر


بقلم: د. مدحت يوسف
التاريخ: 26 يونيو 2025م

لا يولد الإنسان كاملًا، ولا يُطلب منه أن يكون كذلك. كلّنا نعيش بنقصٍ ما، نحمل في دواخلنا لحظات ضعف، وأخرى من الانفعال، وربما لحظات من التعب النفسي لا نُفصح عنها. نحن بشر، ولسنا ملائكة، نتقلب بين السعة والضيق، بين الحلم والغضب، بين القبول والرفض، وهذه المتغيرات ليست عيبًا فينا، بل هي طبيعتنا التي يجب أن تُفهم وتُحتوى.

إننا نخطئ حين نتعامل مع الآخرين وكأنهم نسخة مثالية مما نتمنى، لا مما هم عليه. نطالبهم بالهدوء في كل وقت، بالحكمة في كل موقف، بالتفهم الدائم، وكأنهم لا يمرون بما نمرّ به من ضغوط وهموم. والنتيجة؟ علاقات مشحونة، وحوارات متوترة، وانفجارات صامتة لا يسمعها أحد، لكنها تترك ندوبًا لا تُرى.

كل واحد منا يخوض معركة خفية، مع ذاته، مع واقعه، مع ما فاته أو ما يخشاه. ولذا فإن أول أشكال الرحمة أن نتعامل بلطف، وأن نفترض حسن النية، وأن نُخفف لا أن نُحمّل، نُعين لا أن نُدين. قال الله تعالى:
"لا يُكلّف الله نفسًا إلا وُسعها" فهل يُعقل أن نُحمّل الآخرين ما لم يُحمّلهم الخالق؟

ليست كل الكلمة تُقال، ولا كل الحقيقة تُقال، ولا كل الخطأ يُحاسب عليه لحظيًا. أحيانًا يكون الصمتُ فهماً، وضبطُ النفسِ وعيًا، وتمرير الموقف حكمة. إن النبي ﷺ، الذي أُوتي جوامع الكلم، قال:
"فليقل خيرًا أو ليصمت" لأن الكلمة قد تُصلح، وقد تُفسد، وقد تكون في لحظة ما أقسى من أي فعل.

نحن لا نعيش في عزلة، بل نتقاطع مع عشرات البشر يوميًا، في البيت، في العمل، في الطريق. بعضهم متعب، بعضهم جريح، وبعضهم يتظاهر بالقوة وهو في قاع الهشاشة. من لا يفهم هذه الطبيعة المعقدة للنفوس، سيحيا في صدام دائم، وفي عزلة شعورية حتى وهو بين الناس.

الوعي الحقيقي لا يكون في كثرة القراءة أو كثرة الحديث، بل في عمق الفهم. أن تفهم أنك مطالب بالصبر، لا بالخضوع. بالمرونة، لا بالتنازل عن المبادئ. بالرحمة، لا بتجميل الأخطاء. أن تفهم متى تتكلم، ومتى تصمت. متى تقترب، ومتى تبتعد. هذه ليست مهارات تُدرس، بل قِيَم تُبنى بالوعي والتأمل والممارسة.

العلاقات الناجحة لا تُبنى على الكمال، بل على القبول. على استيعاب أن الآخر لن يكون دومًا كما تريد، بل كما يستطيع أن يكون. وأنك لست مكلفًا بإصلاحه، بل بفهمه، واحترام مساحته، وتذكيره بلطف إن ضلّ. العلاقات الناضجة تُبنى على التقدير، لا السيطرة. على الشفافية، لا التجمّل. على الصمت الذكي، لا الصراخ العاطفي.

حين يتعلّم كل فرد كيف يُدير ذاته، ويُفكّر قبل أن يُعلّق، ويحتوي قبل أن يُحاسب، نكون قد خطونا خطوةً حقيقية نحو مجتمع أكثر رحمة واستقرارًا. مجتمع لا يُفرّط في القيم، ولا يُحمّل الأفراد فوق طاقتهم، ولا يجعل من الأخطاء الصغيرة أبوابًا للكراهية.

حفظ الله نفوسنا من الغلظة، وألسنتنا من الجرح، وقلوبنا من الانغلاق، ومجتمعاتنا من الانفصال العاطفي والإنساني.

@topfans خطى الوعي محافظة كفرالشيخ رئاسة مجلس الوزراء المصري وزارة التربية والتعليم المصرية شباب وبنات girls & boys كاميرا مباشر كفرالشيخ نواب شباب نواب مصر تطوير الذات والثقة بالنفس القنصليه المصريه بالرياض الطريق الي البرلمان كفرالشيخ كفرالشيخ والناس الصمت_لغتي سفينة المتابعين محاسبة مالية واكسل تنمية المهارات الشخصية والإدارية Psychological side-الجانب النفسي منحة البطالة 2025 منحة البطالة AbdelFattah Elsisi - عبد الفتاح السيسي 
#وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #انتخابات٢٠٢٥ #مجلسالوزاراء #د_مدحت_يوسف #أمن_الأوطان #الشخصية_المتكاملة #انتخابات #الوطن #حب_الوطن #dancechallenge